تكاتف الجميع في المجتمع أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وهو ما يضع مبادرة كن سفيرا موضع التقدير.

ياسمين الكاشف,ياسمين الكاشف تكتب,د ياسمين الكاشف

الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 08:21
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د.ياسمين الكاشف تكتب:  «كن سفيرًا».. مبادرة شبابية لنشر ثقافة التنمية المستدامة
المبادرة تستهدف تأهيل الشباب بأشكال جديدة وغير مسبوقة لاقتحام سوق العمل

د.ياسمين الكاشف تكتب: «كن سفيرًا».. مبادرة شبابية لنشر ثقافة التنمية المستدامة

مع بدء مرحلة التقييم الأولى في مبادرة «كن سفيرًا»، التى أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، نكون قد دخلنا بالفعل فى مرحلة جديدة من العمل علي تأهيل الشباب بأشكال جديدة وغير مسبوقة لاقتحام معترك الحياة حيث تسعى هذه المبادرة فى المقام الأول نحو نشر ثقافة التنمية المستدامة وذلك لتأهيل الشباب علي المشاركة في هذا النوع من «التنمية» داخل مختلف القطاعات والمجالات بما يعود على المجتمع ككل بشكل إيجابى وبالتالي ينعكس على تغيير أوجه الحياة بالكامل فى ظل تلك الخطوات غير المسبوقة في مجالات التنمية التى تنفذها الدولة فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.

 

واللافت للنظر أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية حرصت علي توفير كافة الإمكانات المتاحة لديها من أجل نجاح هذه المبادرة وحتي تحقق النتائج الإيجابية المتوقعة لهذه المبادرة التى يتم تنفيذها بالتعاون مع المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة وهو المعهد المعروف بالذراع التدريبية للوزارة.

 

 

وفي تقديري الشخصي فإن أهمية هذه المبادرة تكمن في كونها موجهة إلى الشباب وعلى وجه الخصوص الشباب الذى يطمح فى الإرتقاء بمستواه الاجتماعى‘ وهو ما نلمسه بوضوح في عدد المتقدمين للاشتراك في المبادرةإ فقد بلغ عدد من تقدموا للترشح 7116 من الشباب يمثلون محافظات الجمهورية المختلفة، وهم الذين يخضعون لمرحلة التقييم التي من المقرر أن يتم فيها مراعاة عدد من الشروط الموضوعية منها مقدار المعرفة بالتنمية المستدامة، بالإضافة إلى الخبرات السابقة العلمية والعملية، مع مراعاة مجموعة من الأبعاد المتمثلة في تمثيل فئات مثل ذوي القدرات الخاصة والنوع الاجتماعي والتوزيع الجغرافي.

 

والشيء الذى يدعو للشعور بالتفاؤل أن المبادرة قد أفسحت المجال أمام المتفوقين من الشباب حيث منحتهم فرصاً أكبر فى الالتحاق فى المبادرة وعلى وجه الخصوص الخريج الذى يتعلق مجال عمله بالتنمية المستدامة وأيضًا الشباب الذين يتمتعون بخلفية عامة عن التنمية المستدامة ويدركون أهميتها وقيمتها وقدرتها على تغيير شكل الحياة بالكامل، مع منح الخريجين الذين شاركوا في أنشطة طلابية بالجامعة أولوية أيضًا في الالتحاق بالمبادرة‘ وهو ما يدفعنى للقول إن هذه المسألة تعد نوعا من أهم أنواع التحفيز للطلاب وحثهم على السعي نحو ممارسة الأنشطة الطلابية داخل الجامعة أثناء سنوات الدراسة بما يعود عليهم بالنفع فيما بعد حينما يقتحمون سوق العمل، وذلك جنبًا إلى جنب تلك الأولوية الممنوحة لأصحاب التقدير جيد فما فوق.

 

وبعيدًا عن هذا وذاك فقد تضمنت شروط الالتحاق بالمبادرة أن يتمتع الشاب بمستوى مقبول في عدة مهارات مثل: القدرة على التحدث أمام جمهور وهى من المهارات التى يجب التأكيد عليها من أجل خلق جيل من القادة الجدد في مختلف مجالات الحياة، إلى جانب من يتمتعون بقدرة فائقة على البحث والتفكير النقدي، وأيضًا تلك النوعية من الشباب القادر على تكوين شبكة علاقات متميزة‘ فهذا النوع من الشباب يتمتعون بقدرة على خلق مناخ صحى للعمل وسط مجتمع يسوده الترابط والإنسجام، وهو ما ينطبق أيضًا علي الشباب الذين يتميزون بالقدرة على التواصل الجيد مع الزملاء، والعمل ضمن فريقإ فضلًا عن التمتع بصفات قيادية.

 

وحتي نضع أيدينا على أهمية مبادرة « كن سفيرًا» فإنه يتعين علينا معرفة أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعتمدت في عام 2015 أهداف التنمية المستدامة، والتي تعرف أيضًا باسم الأهداف العالمية، باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.

 

والحق يقال فإن التنمية المستدامة بتعريفها الشامل الذى أقرته الأمم المتحدة تدرك أن العمل في مجال ما سيؤثر على النتائج في مجالات أخرى، وأن التنمية يجب أن توازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وذلك بالطبع من خلال التعهد بعدم ترك أي شخص في الخلف، حيث التزمت البلدان بتسريع التقدم لأولئك الذين لا يزالون في الخلف بالفعل، وهذا هو السبب في أن أهداف التنمية المستدامة مصممة لجعل العالم يتحول إلى أصفار في العديد من جوانب الحياة المتغيرة، بما في ذلك الفقر المدقع والجوع والتمييز ضد النساء والفتيات.

 

لذا فإن تكاتف الجميع في المجتمع أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة‘ وهو ما يضع مبادرة «كن سفيرًا» موضع التقدير كونها خطوة مهمة لنشر ثقافة مشاركة الشباب في التنمية المستدامة.