لماذا تقيم الدولة كل هذه المشروعات فى وقت واحد .. وكيف حققت الحكومات هذا الإنجاز التاريخى فى وقت قياسى

فرص عمل,الإعلام,يوم,السيسى,شبكة,الوزراء,الصناعة,البترول,النقل,التموين,مصر,الأرض,الذهب,البحر الأحمر,التنمية,المالية,العين السخنة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: إنجازات عظيمة فى دولة كبرى

الشورى

نكشف الأسرار الخمسة وراء الدقة فى تنفيذ المعجزات الكبيرة

انتهى زمن خطط "الشو الإعلامى"ونعيش الآن عصر المشروعات الحقيقية

لماذا تقيم الدولة كل هذه المشروعات فى وقت واحد .. وكيف حققت الحكومات هذا الإنجاز التاريخى فى وقت قياسى؟ 

مصر تتحدى الجميع بمشروعاتها "التريليونية" والحفاظ على هذه المكتسبات مسئولية "الشعب"

بدون المتابعة لن يتم الإنجاز بهذه الكفاءة وبتلك السرعة

 

لسنوات طويلة مضت كنا نسمع فقط عن إقدام الدولة على تنفيذ مشروعات عملاقة تتكلف المليارات، ويحدثوننا عن جدوى هذه المشروعات وفائدتها وقيمتها التى ستعود حتما على المواطنين، وكانت الأيام تمضى والسنوات تمر دون أن نجد أثرا لهذه المشروعات، بل إن بعضها كان يتحول إلى ما يقترب من مدن الأشباح ولا يستفيد منها أحد ولا يحاسب على الإخفاق فيها أحد، وبالطبع كنا ندفع ثمن ذلك غاليا من رصيد الأجيال القادمة التى حتما ستسألنا عما أهدرناه من أموال دون فائدة.  مضت هذه السنوات، وأنا على يقين أنها مضت إلى غير رجعة، لأننا دخلنا إلى مرحلة من تاريخنا سنتوقف أمامها كثيرا بالقراءة والتأمل، ولن يكون كثيرا عليها أن نصفها ونقول عنها إنها مرحلة المعجزات الكبيرة، التى ما كان لها أن تتحقق أبدًا لو لم تكن هناك إرادة قوية وإدارة حاسمة تقف خلف هذه المشروعات وتتابعها وتنميها.

قبل أن أحدثكم عن المشروعات العظيمة التى تليق بدولة كبيرة مثل مصر وبشعب عظيم مثل الشعب المصرى، لابد أن نتوقف قليلا عند الفلسفة العامة التى تحكم إدارة الدولة فى عهدها الجديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وما توقفى عند هذه الفلسفة إلا  لنتعرف على السر وراء هذا الإنجاز الملحوظ الذى لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتنكر له، لأنه لا يتنكر له إلا من فى قلوبهم مرض، وهؤلاء كثيرون داخل مصر وخارجها، ومن الأفضل ألا نلتفت إليهم من قريب أو بعيد لأن الحديث معهم لن يجدى أبدًا. 

ويمكننا أن نحدد هذه الفلسفة فى نقاط محددة: 

أولا: كانت الفكرة الأساسية هى كيف تعمل الدولة المصرية فى كل المجالات مرة واحدة، أى كيف يتم فتح بطن البلد فى نفس الوقت دون أن تكون هناك أفضلية لمشروع على مشروع آخر، وكانت هناك جرأة فى اتخاذ القرار، وعندما نراجع المشروعات التى يتم تنفيذها على أرض مصر الآن لن نجد مجالا واحدا إلا وفيها مشروعات كبيرة والميزانية الخاصة بها تتجاوز التريليون.

 ثانيا: الأساس الثانى هو المتابعة الدائمة، فهناك فلسفة مصرية خالصة الآن وهى ألا يتم ترك المشروعات لخطتها الزمنية، ثم نبحث عما جرى من إنجاز، ولكن المتابعة تتم بشكل دورى، وعندما نراجع الأداء الرئاسى سنجد أن الرئيس دائم اللقاء مع الوزراء المسئولين عن المشروعات، فلا يكاد يمر يوم تقريبا إلا ويجتمع الرئيس مع وزير أو أكثر والسؤال الدائم هو: ماذا تم؟ وأعتقد أن هذا السؤال هو كلمة السر فى الإنجاز، لأنه لولا المتابعة ما تم الإنجاز بهذه الكفاءة وبهذه السرعة.

 

 ثالثا: السرعة كلمة سر أخرى من كلمات سر الإنجاز فى كافة المشروعات، فكل مشروع يتم تنفيذه يتم تحديد المدى الزمنى له، ولا يتم السماح بأى تأخير، وإذا حدث التأخير فلابد أن يكون هناك مبرر معقول ومقبول، فما يمكننا إنجازه فى عامين يتم إنجازه فى عام واحد، والمعنى الواضح أمام الجميع أن العمل يتواصل ليلا ونهارا دون أن يتوقف أحد، وأعتقد أنه من حسن حظ مصر خلال هذه الفترة أن الله قيد لنا رجالا لا يعرفون سوى لغة العمل والعمل وحده.  رابعا: هناك سر آخر لا يمكننا أن نتجاهله، ورغم أنه معنى أكثر منه أسلوب عمل، إلا أنه مهم جدا، وهو إنكار الذات، فالذين يعملون الآن فى مصر لا يعملون من أجل أنفسهم، أو يحسبون مجهودهم بقدر ما يدخل جيوبهم، بل بقدر ما يتحقق من إنجاز على الأرض ويعود خيره ونفعه على البلد كله، بل وبما ستستفيد منه الأجيال القادمة التى هى الهم الأساسى لقائد البلاد الآن، فهو كثير الحديث عنهم ودائم العمل من أجلهم.  خامسا: لقد توقفت عند جملة وردت فى أحد البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية، حيث تم التأكيد على توفير كافة عوامل النجاح كنهج ثابت لجميع المشروعات لضمان تحقيق الأهداف المخطط لها، وهنا يمكن أن نضع أيدينا على السر الكبير وهو أن الإدارة المصرية عندما تخطط لمشروع الآن فهى لا تدخل إليه إلا بعد أن توفر له كافة عناصر النجاح، بما يعنى أنه لا توجد أى احتمالية للفشل، وهذا ما يعنينا فى كل ما يحدث.  بهذه الرؤية الواضحة التى تعتمد على هذه الأسس التى لا يرقى إليها الشك، بل نطمئن تماما إلى أنها تمثل قاعدة للانطلاق نحو مستقبل مزدهر، يمكننا أن نشير لعدد من المشروعات التى تأتى فى صلب نهضتنا الحديثة، ولن أعود بكم إلى سنوات ماضية، بل سنتوقف فقط عند مشروعين الأول هو مشروع المدينة المتكاملة للذهب. 

وطبقا لما نشر رسميا بعد اجتماع  السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية. فإن المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية قال إن الاجتماع تناول استعراض "مخطط إنشاء مدينة متكاملة لصناعة وتجارة الذهب فى مصر، حيث وجه السيد الرئيس بتوفير الموارد المالية لإنشاء المدينة وفق أحدث التقنيات فى هذا المجال لتعكس تاريخ مصر الحضارى العريق فى هذه الصناعة الحرفية الدقيقة، وعلى نحو متكامل من حيث توفير مستلزمات الصناعة والإنتاج، والمعارض الراقية، وتدريب العمالة لصقل قدراتهم، ومراعاة النواحى اللوجستية من حيث اختيار موقع المدينة للاستفادة من شبكة الطرق والمحاور الجديدة لسهولة النفاذ منها وإليها واستقبال الزائرين. 

 

لقد رصدت ردود الأفعال على هذا المشروع وتأكدت من العاملين فى مجال صناعة الذهب أن هذا المشروع يمثل حلمهم الكبير، فمصر ستتحول به إلى دولة مصدرة للمنتجات الذهبية، وهو ما يساهم فى تعزيز اقتصادنا من خلال فرص العمل وعائد التصدير، ثم إن هذه المدينة ستضعنا على الخريطة العالمية فى هذه الصناعة وهو ما افتقدناه كثيرا. 

 

المشروع الثانى هو مشروع القطار الكهربائى السريع

فطبقا للاتفاق النهائى ستقوم  شركة "سيمنز" العالمية بإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائى السريع فى مصر بإجمالى أطوال حوالى ١٠٠٠ كم على مستوى الجمهورية، وبتكلفة إجمالية قدرها ٣٦٠ مليار جنيه، وذلك بدءاً بالتنفيذ الفورى لمشروع الخط الذى سيربط مدينة العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد ١٥ محطة، بطول ٤٦٠ كم، حيث يستغرق تنفيذه مدة زمنية قدرها سنتين.  خط القطار الكهربائى الجديد  وطبقا لما نشر عنه من مصادر رسمية سيمثل إضافة كبيرة لمنظومة شبكة النقل فى مصر سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، نظراً لأنه سيربط ساحلى البحر الأحمر والمتوسط مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد آخر من المدن الرئيسية، الأمر الذى سيعزز من جهود التنمية فى مصر ويفتح آفاقاً مستقبلية واعدة لتطوير التعاون مع "سيمنز" فى نظم النقل الحديثة.

لن أتوقف عند التفاصيل الفنية كثيرا، فقد قامت بذلك وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية، واستطاعت أن توضح للشعب المصرى عوائد هذا المشروع، ولماذا فكرت مصر فيه الآن، ومن أين ستحصل على التمويل اللازم له، وكيف سنقوم بسداد القرض الذى سنحصل عليه لتنفيذه، وما هو المدى الزمنى الذى سيستغرقه التنفيذ.  لكننى سأتوقف عند قيمة هذا المشروع من حيث فرص العمل التى سيوفرها، فمن المتوقع أن يوفر هذا المشروع ٧٠ ألف فرصة عمل مباشرة، وهى فرص عمل للذين سيعملون فى إنشاء خطوط السكك الحديدية والصناعات المترتبة على ذلك، كما أن هناك عددا يفوق هذا العدد من فرص العمل غير المباشرة، وهو ما يعنى أن أمامنا فرصة لازدهار فرص العمل، بما سيعود على آلاف الأسر المصرية التى سيعمل أبناؤها فى هذا المشروع.  وقد يكون مهما أن نشير كذلك إلى أن هذا المشروع سيكون رافدا مهما من روافد النهضة الصناعية الكبرى، فالمشروع ليس خطا واحدا يربط بين العين السخنة والعلمين، بل سيكون هناك ٤ خطوط سيكون من شأنها أن تربط موانئ الجمهورية بالمناطق الصناعية والعاصمة الإدارية الجديدة، كما سيربط المشروع بين مصر والسودان وليبيا، وهو ما يعنى تيسيرا هائلا فى عملية التحديث التى تشهدها مصر فى كل المجالات فى آن واحد. إننا فى عهد أعرف أن كثيرين سيحسدوننا عليه، لمجرد أننا عشنا فيه ورأينا ما تحقق خلاله، لأنه عمل وطنى خالص لوجه الله ووجه الوطن ووجه الشعب الذى تم استنزافه لعقود طويلة، والآن يسترد حقوقه كاملة غير منقوصة، فلا أحد يمن على هذا الشعب أنه يمنحه شيئا ليس من حقه، أو يطالبه بشيء مقابل ما يحصل عليه، فهذه حقوق الشعب المصرى وقد عادت إليه.  بقى لنا أن نعرف كيف نحمى هذه المشروعات العملاقة، ولا أتحدث هنا عن الصيانة التى لابد أن تتوفر لهذه المشروعات من الآن حتى لا نجدها وقد تبددت، ولكن حمايتها ممن يشيعون حولها الأكاذيب ويروجون الشائعات ويثيرون حالة من الشكوك المطلقة حولها... وهؤلاء يمكننا أن نتصدى لهم بنشر الحقائق حول هذه المشروعات، فلا يتمكن أحد من الإيقاع بنا، وهذه هى مهمتنا المقدسة التى يجب ألا نتخلى عنها أبدًا.