لماذا قرر الرئيس استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان فى مشروع الدلتا الجديدةما سر إيمانه بمقولة لن تكون كلمتنا

شبكة,استيراد,الثلاثاء,رجال,الأولى,المواطنين,مياه,حياة كريمة,مصر,الحكومة,وزير الزراعة,مبادرة,كورونا,القاهرة,الرجال,سيناء,الأرض,الحدود,مطروح,الداخلية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: " مستقبل مصر " كيف يصنع السيسى معجزة الاكتفاء الذاتى؟

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

لماذا قرر الرئيس استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان فى مشروع الدلتا الجديدة؟

ما سر إيمانه بمقولة "لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا"؟.. وكواليس التطبيق على الأرض 

"شفرة" روض الفرج- الضبعة.. ماذا قال الرئيس للإعلاميين على هامش موسم الحصاد للمحاصيل الزراعية المختلفة؟

"لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا".. يؤمن الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذه الحكمة بأكثر من أى إنسان آخر.. ومن هنا لم يكن غريبا أن نراه مهتما بتدشين عدد من المشروعات الضخمة بل ومشرفا عليها من الألف إلى الياء كما يقولون من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى لا سيما فى القطاعات الحيوية وعلى رأسهما الغذاء أو الدواء.. لأنه يدرك أن قرارنا السياسى لن يكون حرا ما دمنا معتمدين على الخارج فى احتياجاتنا.

يريد الرئيس السيسى أن يبنى دولة قوية وقادرة مكتفية من غذائها ودوائها.. من أرضها يخرج طعامها.. ومن مصانعها يخرج دواءها.. ومن قلب مؤسساتها يصدر قرارها السياسى إعلاء لقيمة الاستقلال الوطنى وسيادة الدولة المصرية.. التى عانت لعقود طويلة من انهيارات شاملة فى مختلف القطاعات الحيوية واعتمدت فى كل شيء على الخارج حتى صار قرارها مرهونا بالخارج بشكل كبير.

وقد تحدث الرئيس السيسى كثيرا عن هذا المفهوم.. وبينما لم يلتفت البعض وسخر بعض الجهلاء من حجم الأحلام الكبرى وحارب الخونة جهود تغيير وجه مصر.. كان هناك رجال يعملون على الأرض لتحقيق توجيهات القائد ورؤيته نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى.

وبهذا المنطق وهذه الرؤية تابعت تفقد الرئيس السيسى، الثلاثاء الماضى، مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعى بالصحراء الغربية، وذلك بمناسبة بدء موسم الحصاد للمحاصيل الزراعية المختلفة، والتى تتم وفق أحدث الوسائل الزراعية التكنولوجية الحديثة، وهناك التقى الرئيس بعدد من رؤساء الشركات الزراعية المتخصصة المشتركة فى المشروع، حيث اطلع على تطورات الموقف التنفيذى والاقتراحات المختلفة لتطوير الإنتاج، داعياً لزيادة استثماراتهم فى المشروع وموجهاً بتذليل أية عقبات قد تطرأ فى هذا الصدد، وذلك من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية وزيادة الإنتاج الزراعى لمشروع "مستقبل مصر" بالنظر إلى رقعته الجغرافية الشاسعة.

والتقى الرئيس بعدد من الإعلاميين فى موقع مشروع "مستقبل مصر"، حيث دار نقاش أوضح خلاله القيمة المضافة التى يمثلها هذا المشروع فى مجال المشروعات القومية، والذى يستهدف زيادة الرقعة الزراعية فى مصر وتحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص العمل فى تخصصات متنوعة، وهو الأمر الذى ستكون له انعكاسات إيجابية واسعة على مسار تحقيق التنمية الشاملة وتوفير حياة كريمة ومستقبل أفضل لأبناء الشعب المصرى.

وقد يكون مهما أن نتوقف عند مشروع "مستقبل مصر"، فهذا المشروع العملاق يقع فى نطاق المشروع العملاق "الدلتا الجديدة"،  على امتداد محور روض الفرج- الضبعة الجديد، وذلك بالقرب من مطارى سفنكس وبرج العرب وميناءى الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية، ويجعل المشروع مقصداً زراعياً جاذباً للمستثمرين.

ويهدف المشروع إلى تنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلاً عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى مكتمل الأركان والمراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع "مستقبل مصر" مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة.

كما يهدف المشروع إلى سد الفجوة الزراعية على المستوى المحلى لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج، وذلك من خلال زراعة 500 ألف فدان، حيث تم استصلاح حوالى 200 ألف فدان فى المرحلة الأولى من المشروع، وجارٍ استصلاح المراحل الأخرى بمساحة 300 ألف فدان.

وقد يسأل البعض: من أين تأتى المياه؟

والإجابة أن المشروع سيعتمد فى توفير الموارد المائية على المحطات التى تمت إقامتها لمعالجة مياه الصرف الزراعى، كما تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية الخاصة به والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى طول حوالى 500 كم، وحفر آبار المياه الجوفية، وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبانٍ إدارية وسكنية.

أما الملحمة الأعظم "الدلتا الجديدة"، فهذا مشروع يستحق أن نكتب عنه الكثير.. فربما يكون المشروع القومى الأهم خلال النصف قرن الأخير. 

لكن لماذا أقول إنه المشروع الأهم فى النصف قرن الأخير؟

والإجابة نقرأها معا فى حديث مع السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، ففى البداية يضع أمامنا السبب فى إطلاق هذا المشروع، ففى ضوء الجهود التى تبذلها الحكومة فى تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق مشروع قومى جديد للتنمية الزراعية المتكاملة تحت مسمى «الدلتا الجديدة» لاستصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان، حيث وجه الرئيس بسرعة الانتهاء من المشروع.

هذا المشروع يستهدف بالأساس تحقيق الأمن الغذائى، ومواجهة متطلبات الزيادة المستمرة فى تعداد السكان من السلع الغذائية، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الإستراتيجية، خاصة فى ظل ما أظهرته جائحة كورونا من أهمية قصوى للقطاع الزراعى وهو ما يدفع الدول إلى إعادة رسم خططها فى مجال الزراعة.

والنقطة الأهم أن هذا المشروع القومى العملاق يتميز بموقعه العبقرى لوجوده بالقرب من الدلتا القديمة وبالقرب من شبكة الطرق والموانئ، ويربط بين عدد من المحافظات، ومن ثم سيسهم فى إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى فى الوادى والدلتا، وتوفير الكثير من فرص العمل فى كل نواحى الأنشطة سواء الزراعية أو الأنشطة المرتبطة بها سواء كانت حيوانية أو التصنيع الزراعى، فضلا عن ارتباط ذلك بإقامة مجتمعات سكنية متكاملة.

ولأن لا شيء يتم صدفة أى دون إعداد ودراسات مسبقة، وجه الرئيس السيسى ببذل أقصى درجات العناية والاستعانة بالخبراء من الجامعات المصرية لإجراء حصر وتصنيف وتقييم للأراضى بمنطقة جنوب محور الضبعة للوصول إلى نتائج دقيقة، حيث تم إجراء حصر لمساحة 688 ألف فدان غرب مشروع «مستقبل مصر» الذى تبلغ مساحته أيضا 500 ألف فدان، والذى يقع شمال وجنوب محور الضبعة، وتم البدء فى تنفيذه بالفعل باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، حيث تم زراعة 200 ألف فدان حاليا، ويتوقع أن تصل إلى 350 ألف فدان مع بداية عام 2022، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى الجارى تنفيذها فى مناطق أخرى فى شمال ووسط سيناء وتوشكى والوادى الجديد والريف المصرى، والتى قد تصل بإجمالى المساحات التى تضاف إلى الرقعة الزراعية خلال عامين إلى أكثر من 2 مليون فدان.

ليس هذا فقط فهناك متابعة مستمرة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتم تكليف فرق عمل وقوافل علمية متخصصة فى مجال دراسات الأراضى من الهيئات والمراكز البحثية التابعة للوزارة، وبالتعاون مع كليات الزراعة من جامعتى القاهرة والإسكندرية.

وقد علمت أنه خلال 3 شهور فقط من يناير حتى مارس الماضى، ضغطت فرق العمل المتخصصة البرنامج الزمنى وكثفت الجهود لتنفيذ 3 مراحل للدراسات الميدانية والتحليلات المعملية وجمع البيانات وإعداد خرائط صلاحية الأراضى للزراعة، وإعداد التقرير النهائى.

وتبين من الدراسة التى أجريت على مساحة 688 ألف فدان أن أكثر من 90 % من المساحة صالحة للزراعة، وهناك إمكانية للتوسع المستقبلى فى المساحة، وفقا لمدى توفر مصادر مياه إضافية، وبدراسة عناصر المناخ وما تم التوصل إليه من نتائج الدراسات التفصيلية للأراضى، تبين أن الأرض تصلح لزراعة المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة.

ويقع المشروع على محور روض الفرج- الضبعة، وفى نطاق الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة، حيث القرب من مناطق الخدمات وسهولة الانتقال ونقل المستلزمات والمعدات اللازمة لتنفيذه، وأيضا القرب من الموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية ويضم مساحة مشروع «مستقبل مصر» والمساحة الجديدة لتصبح مساحة مشروع «الدلتا الجديدة» أكثر من مليون فدان.

ويقوم هذا المشروع المتكامل على الاستغلال الأمثل لمصادر مياه الرى غير التقليدية، حيث سيتم إنشاء محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى، وكذلك إنشاء التجمعات السكانية وغيرها من المرافق المختلفة، وشبكات الطرق الداخلية وغيره، إضافة إلى إنشاء المجمعات الصناعية العملاقة المستهدفة، والتى ستقوم فى الأساس على المنتجات الزراعية لتحقيق التكامل فى التنمية من خلال مشروعات الإنتاج النباتى والثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعى، ومن المستهدف أيضا تطبيق نظم الرى الحديثة وتعظيم إنتاجية وحدتى الأراضى والمياه، وأيضا تطبيق منهجية الإدارة بالأساليب الحديثة.

ونظرا لكل ذلك، ولأنه لا يعرف إلا الإنجاز.. وجه الرئيس بضغط مراحل التنفيذ لتكون مرحلة واحدة بدلا عن ثلاث مراحل، وقيام كل الجهات المعنية بالمشروع بالعمل على التوازى، وكذلك التوجيه بضغط البرنامج الزمنى للتنفيذ لتكون مدة تنفيذ المشروع عامين على الأكثر.

بالفعل يسابق الرئيس السيسى الزمن لتعويض ما فات.. يعمل ليل نهار.. ولا ينام تقريبا.. وكذلك الرجال الذين يعملون معه.. الكل فى خدمة الوطن.. فما ضاع فى سنوات سابقة يحتاج إلى عمل دؤوب وروح قتالية وعزيمة لا تلين أمام موجات التشكيك والشائعات من أجل تعويضه.. هذا إلى جانب اللحاق بركب المستقبل.

فهذا الرجل يعمل على محورين.. تعويض ما فات وتنفيذ ما هو مطلوب من أجل مستقبل أفضل.. ولكم أن تتخيلوا حجم الجهد المطلوب من أجل تحقيق ذلك.. لكننا أمام قيادة اختارت أن تتحدى التحدى.. بشق الجبال وبناء المصانع واستصلاح الأراضى وتعمير الطرقات وغير ذلك الكثير والكثير مما لا تتسع المساحة لحصره.

من هنا فإن مشروع مستقبل مصر وحتى الدلتا الجديدة نفسها ليست إلا حلقة من حلقات إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى.