- لماذا حضر الرئيس مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.. وشفرة الرسالة التاريخية للشعب العراقى.- ماذاقال للرئيس ا

الرئيس السيسى,مواجهة التحديات,محمود الشويخ يكتب,دولة قادرة.. ورئيس حكيم,رئيس الوزراء,السيسي,العالم,فيروس كورونا,الوزراء,التنمية المستدامة,الإعلام,السيسى,الأردن,الخارجية,مصر,الحكومة,فرنسا

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : " دولة قادرة.. ورئيس حكيم " كــــــيف أعــاد السيسي بنــاء المنطــــقة مــــن جـــديد؟ 

محمود الشويح - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويح - صورة أرشفية

- لماذا حضر الرئيس مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة؟.. و«شفرة» الرسالة التاريخية للشعب العراقى.

- ماذا قال للرئيس العراقى ورئيس الوزراء؟.. وشهادة القادة العراقيين عن « التجربة المصرية الملهمة» .

- ما سر دعوته مختلف القوى لاحترام سيادة «بلاد الرافدين» ووقف الاعتداءات غير الشرعية؟

- صوت مصر للأشقاء: حافظوا على بلادكم ابنوا وعمّروا وتعاونوا وشاركوا.. عمّروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم.

كان هذا الأسبوع محملًا بالعديد من الأحداث داخليًا وخارجيًا.. غير أننى توقفت أمام زيارة مهمة أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة العراقية بغداد، للمرة الثانية خلال فترة زمنية قصيرة، لحضور مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة".. هذه الزيارة تأتى فى إطار حرص مصر على دعم عودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمى، ولضمان أمنه واستقراره، وهو أمر يهتم به الرئيس السيسى كثيرًا، فالعراق "قوة عربية" يحتاج إلينا جميعا، وربما هو "مفتاح الاستقرار" فى المنطقة.

أما هذا المؤتمر، الذى شهد حضورا رفيعا من فرنسا والإمارات والأردن والسعودية وإيران، فقد سعى إلى مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادى بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.

والحق فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد ألقى كلمة هامة خلال المؤتمر، اهتمت بها جميع وسائل الإعلام حول العالم، وخاصة رسالته للشعب العربى التى جاءت فى كلمات تستحق أن يتوقف أمامها كل عربى: «أيها الشعب العريق أنتم أمة عريقة ذات مكانة وحضارة وتاريخ ولديكم تنوع وتعدد أعتبره ثراء كبيرا.. حديثى إليكم بل ندائى إليكم.. حافظوا على بلادكم ابنوا وعمّروا وتعاونوا وشاركوا.. ابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم وعمّروا مدنكم.. ومزارعكم ومصانعكم وتعاونوا فيما بينكم من أجل المستقبل».

وإذا قرأنا كلمته كاملة فسنجد فيها معانى كبيرة تستحق منا أن نتأمل فيها، فهذا القائد العظيم يضع روشتة النجاة للعراق الحبيب وربما لكل دول المنطقة.

فى البداية أكد الرئيس أن مصر تقف سنداً ودعماً لجهود الحكومة العراقية نحو تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها، بما يمكنها من الاضطلاع بمهامها فى صون أمن واستقرار العراق وحماية مقدرات شعبه ووحدة أراضيه، مشددا على رفض مصر التدخلات الخارجية فى شئون العراق، والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه، داعياً مختلف القوى إلى احترام سيادة هذا البلد العريق وخيارات شعبه، خاصة أن هناك مصلحة  للجميع فى أن يؤدى العراق الدور المنوط به عربياً وإقليمياً.

وبشكل واضح قال: «يأتى اجتماع اليوم (قمة بغداد) لتجديد الدعم والالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية التى لا خلاف عليها، وهى حسن الجوار وعدم الاعتداء، والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والامتناع غير المشروط عن التدخل فى شئونها الداخلية، والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية، فضلا عن عدم توفير ملاذات آمنة أو أى شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى».

وأضاف: «إنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد مجددا فى العراق، بلاد الرافدين وإحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى؛ الأمر الذى يجسد المستوى غير المسبوق لعلاقات الشراكة مع أشقائنا العراقيين، والرغبة السابقة فى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة، سواء على الصعيد الثنائى، أو الثلاثى (المصرى- العراقى- الأردنى) أو فى الإطار الإقليمى الأوسع، بما يمكننا معا من أن ننطلق نحو آفاق أرحب من الشراكة والتعاون، على نحو يلبى تطلعات ومصالح شعوبنا، استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة وقائمة على مبادئ راسخة لا نحيد عنها لتحقيق المصالح المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها».

ثم واصل: «واجه العراق إلى جانب دول وشعوب عربية أخرى، على مدى السنوات الماضية، تأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة لشعب شقيق وارتدت بتداعياتها على شعوب الجوار، فى سياق شهد تدخلات خارجية متنوعة، ووقت يواجه عالمنا تحديات ذات طابع عالمى تعنى بها شعوب البشرية جمعاء وتتضاءل أمام خطورتها الصراعات الدولية أو العرقية أو المذهبية التى تعرفها منطقتنا العربية».

واستكمل الرئيس حديثه: «حين نرى ما يلحقه فيروس كورونا أو تغير المناخ بالعالم من أهوال وما يمكن أن يمثله من تهديد للأجيال القادمة، فإن علينا أن نتوحد فى مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من شعوبنا، عن طريق اعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا».

وخاطب الجميع: «شعوب العالم من حولنا باتت تدرس عن قرب تلك التحديات العالمية، وتسعى جاهدة لإيجاد الحلول لها على أسس علمية، ويصح فى هذا السياق أن يكون لنا إسهامنا الواضح فى تقدم البشرية نحو تعزيز قدراتها على مجابهة الواقع، وهو ما نؤمن فى مصر بأنه لا خلاص لنا من دونه، وأرى لدى الأشقاء فى العراق ذات العزيمة التى تشجعنا على التكاتف معهم تحقيقا للأهداف السامية والتطلعات الإنسانية الجامعة».

ونبه إلى أن مصر تنظر بتقدير بالغ للإنجازات المهمة التى تحققت فى العراق خلال الفترة الماضية تحت قيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى، والتى سمحت بنجاح مؤسسات الدولة فى التعامل الأمثل مع التحديات الكبرى التى واجهت الشعب العراقى، خاصة تمكن الجيش والأجهزة الأمنية من دحر الإرهاب والقضاء على مشروع «داعش» الظلامى فى المنطقة، والحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونسيجه الوطنى.

وأضاف: «تناول ما تحقق من إنجازات لا يكتمل دون التطرق إلى جهود تحقيق الإصلاح الاقتصادى على كافة المستويات وفى مختلف القطاعات، الأمر الذى يعكس إصرار الحكومة العراقية على تمهيد الطريق لنقلة نوعية نستشعر قرب انطلاقها من خلال متابعتنا للجهود الدؤوبة فى الإعداد المتأنى والدقيق لها، كما نتمنى أيضا للدولة العراقية بل ونثق فى نجاحها الكامل فى الوفاء بالاستحقاق الانتخابى القادم بما يلبى تطلعات الشعب العراقى فى التقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذى يستحقه». وواصل الرئيس: «من هذا المنطلق تواصل مصر مساعدة الحكومة العراقية فى جميع جهودها الرامية لتحقيق استقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربى والإقليمى الفاعل وترسيخ موقعه فى العالم العربى».

وتطرق إلى آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن، قائلاً: «إيمانا من جانبنا بحتمية التعاون والتكاتف بين الأشقاء ومنافعه المتعددة، جاءت آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن، لتترجم الإرادة السياسية للدول الثلاث إلى واقع ملموس، من حيث تعزيز مفهوم العمل العربى المشترك وتعظيم التشابك بين مصالح شعوبنا، من خلال مسارات عملية ومدروسة للتعاون يشعر بها المواطن العراقى وأشقاؤه الأردنيون والمصريون».

وأضاف: «نأمل أن يتسع ذلك حين تتوفر الظروف الملائمة إلى سائر الشعوب العربية وشعوب المنطقة كافة، ونجدد تأكيد اعتزام مصر المضى قدما بكل دأب نحو تنفيذ المشروعات المشتركة التى تتم دراستها فى إطار الآلية، بما يحقق التنمية المأمولة لدول المنطقة».

وختم الرئيس بالقول «أيها الشعب العظيم يستحق العراق بكم المكانة الرفيعة، يستحق العراق بكم الرقى والتطور والاستقرار والأمان والسلام».

ثم استكمل: هذا المسار الداعم للعراق بلقاءين مهمين؛ الأول مع الرئيس برهم صالح، رئيس الجمهورية العراقية، الذى أكد تقديره العميق للرئيس على المستوى الشخصى، وحرص العراق على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر على جميع المستويات، فى ظل ما يجمع البلدين من علاقات وروابط قوية، وفى ضوء أهمية ومحورية الدور المصرى بالمنطقة والداعم للعراق، بما يسهم فى مواجهة التحديات المشتركة التى تمر بها الأمة العربية.

من جانبه، أكد الرئيس اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع العراق الشقيق، والحرص على تعزيز دوره القومى العربى، وكذلك تقديم الدعم الكامل للشعب العراقى فى كافة المجالات، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية الشقيقة، دعماً لعلاقات التعاون المتبادلة ولمسيرة العمل العربى المشترك.

وقد شهد اللقاء استعراض مجمل العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، إضافة إلى مناقشة الموقف التنفيذى للمشروعات المتفق عليها فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع الأردن.

أما اللقاء الثانى فكان مع مصطفى الكاظمى، رئيس وزراء العراق، الذى أكد تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً فى مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلاً عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، مع تثمين الدور المصرى الداعم للعراق، والذى يمثل عمقاً إستراتيجياً لبلاده على المستويين الإقليمى والدولى، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

من جانبه، تقدم الرئيس بالشكر لأخيه رئيس وزراء العراق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن الاعتزاز بزيارة بغداد مجدداً، التى تأتى تعزيزاً للثوابت الراسخة للسياسة المصرية بدعم العراق وتعظيم دوره القومى العربى، فضلاً عن تقديم الدعم الكامل للشعب العراقى على مختلف الأصعدة، ومساعدته على تجاوز كافة التحديات، لا سيما ما يتعلق بحربه على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، سواء فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية الشقيقة، أو على المستوى الثنائى من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين تعتمد على التكامل وتحقيق الأهداف التنموية المشتركة، مؤكداً سيادته فى هذا الخصوص أهمية الإسراع فى عملية تنفيذ المشروعات المشتركة بين مصر والعراق، بحيث تتواكب الإنجازات الاقتصادية مع نظيرتها السياسية بين الجانبين.

وقد شهد اللقاء التطرق إلى مجمل العلاقات الثنائية المشتركة، خاصةً متابعة الموقف التنفيذى لمشروعات التعاون الثنائى فى مختلف المجالات والتى تسعى لاستثمار الإمكانات المتوفرة لدى البلدين الشقيقين، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثى مع الأردن، مع التأكيد فى هذا الإطار على ضرورة البناء على مخرجات اجتماع القمة الأخير فى بغداد فى يونيو الماضى.

كما تم استعراض الوضع السياسى والأمنى فى المنطقة، بالإضافة إلى تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فضلاً عن الجهود القائمة المشتركة بين البلدين الشقيقين لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء دعائم الأمن والاستقرار.

نحن إذن أمام خطوات مهمة لتعزيز التحالف بين مصر والعراق تستحق منا كل دعم وتقدير وتحية لقيادتنا الحكيمة الحريصة على مصالح العرب أجمعين.