المشروع يهدف إلى إحياء ذكرى ضحايا العدوان على الإنسانالفكرة تؤكد دور مصر الرائد فى نشر رسالة المحبة والسلام

سيناء,العالم,أحداث,الصحة,الصحة العالمية,مصر,مبادرة,إفريقيا,الإعلام,السيسى

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  "النصب التذكارى لإحياء الإنسانية" يستوحى قيم الحق والخير والجمال

د. ياسمين الكاشف تكتب: "النصب التذكارى لإحياء الإنسانية" يستوحى قيم الحق والخير والجمال

◄المشروع يهدف إلى إحياء ذكرى ضحايا العدوان على الإنسان

◄الفكرة تؤكد دور مصر الرائد فى نشر رسالة المحبة والسلام

◄72 فنانًا يمثلون 72 دولة من مختلف دول العالم شاركوا فى التحفة الإنسانية

◄التوصيات الصادرة عن المنتدى تصب فى صالح شباب مصر والعالم

 

لم يتوقف النجاح الكبير الذى اتسم به حفل ختام منتدى شباب العالم بشرم الشيخ عند حد الإبهار فى الإخراج الذى فاق كل التصورات باستخدام التقنيات الحديثة فى عروض الليزر فى السماء مع خلفية رائعة اتخذت من جبال سيناء قطعة ديكور تفوق الخيال، وإنما الإبهار الحقيقى الذى لمسته فى هذا الحفل الأسطورى يتمثل فى إطلاق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروع النصب التذكارى لإحياء الإنسانية ليصبح أحد أهم وأبرز ملامح فعاليات منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة.

لقد جاء اختيار مدينة شرم الشيخ بسيناء لإقامة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية ليكون بمثابة رسالة خاصة للإنسانية، والحق يقال لأن هذا المشروع كان فكرة إنسانية انطلقت خلال فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ عام  2018 وظل العمل على قدم وساق منذ ذلك الوقت لتصبح على هذا النحو من الروعة والجمال الذى لمسناه فى حفل ختام المنتدى مساء الخميس الماضى.

وهذا النصب التذكارى يشمل قلوبًا تم نحتها من قبل 72 فنانًا يمثلون 72 دولة من مختلف دول العالم، وقد جاءت فكرته فى الأساس ليضم 195 فنانًا يمثلون 195 دولة فى العالم يتواجدون على أرض مصر ويتفاعلوا مع الطبيعة ليقوموا بنحت القلوب البشرية من أجل أن يساهموا بفنهم فى إحياء الإنسانية التى طالما نتوق إليها.

وحسب ما تناولته وسائل الإعلام أثناء ظهور الفكرة لأول مرة فى عام ٢٠١٨ فإن فكرة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية جاءت خصيصًا ليكون رمزًا على أرض السلام شرم الشيخ وهو ما أثار إعجاب المشاركين والمتابعين نظرًا لفكرته المختلفة ورغبته فى إحياء الإنسانية.

أما التصميم الذى استقرت عليه اللجنة المنظمة للمنتدى فيهدف إلى إشراك العالم فى مهمة نبيلة تستهدف فى المقام الأول إحياء الإنسانية التى فقدناها خلال السنوات الماضية من الأحداث الأليمة والحروب والإرهاب، ويستوحى التصميم فلسفته من قيم الإنسانية العليا من الحق والخير والجمال، ويهدف إلى إحياء ذكرى ضحايا العدوان على الإنسان لذا فإن هذا النصب التذكارى يجسد تمثيلًا لكيفية إبداع المشاركين فى تصميم القلوب من كافة دول العالم فى نحت القلوب، بحيث تكون مختلفة من فنان إلى آخر، على الرغم من أننا أمام فكرة واحدة هى تصميم لقلب.

ولكن كيف يختلف الإبداع فى تصميمه فهذا هو قمة الإبداع الحقيقى لأن كل فنان سوف يعكس ثقافة بلده وسوف يعكس طريقة تفكيره فى شكل العالم الذى يحلم به، فالهدف كان واحدًا وهو "القلب البشرى"، وكل فنان من دولة مختلفة يعبر عن هذا القلب بثقافته وخلفيته، لنكتشف فى النهاية أن كل تصميم يختلف من دولة إلى أخرى من خلال مشاركة أكثر من 72 فنانًا.

من بين أبرز الدول التى شاركت فى تصميم قلوب النصب التذكارى، "أستراليا وأرمينيا وإيطاليا ونيجيريا والكونغو وجنوب إفريقيا ومالاوى وزيمبابوى وأيرلندا والكاميرون والأردن ولبنان والسودان وأوروجواى وباكستان والأرجنتين وليبيا والكويت وباراجواى".. على أن يأتى تصميم القلب المصرى فى المنتصف.

وجاء فى بيان صحفى لمنتدى شباب العالم أن الفكرة الرئيسية للنصب التذكارى جاءت فى صورة إقامة صرح يضم رمزًا للإنسانية بحيث يكون كل رمز معبرًا عن منظور دولة من دول العالم ليكون المنتج النهائى معبرًا عن المناظير المختلفة لمفهوم الإنسانية، مع ضرورة توحيد مقاييس القطع الفنية لبيان تساوى الحقوق الإنسانية فى كل مكان مهما اختلفت الأديان والثقافات، وعليه تم تحديد مقياس القطع الفنية واختيار "القلب" كرمز للإنسانية.

وتنفيذًا للفكرة الرئيسية للنصب التذكارى أعدّ فريق العمل قوائم النحاتين العالميين ليمثل كل نحات/ نحاتة دولته ومنظوره الخاص فى تجسيد مفهوم الإنسانية، وبدأت مرحلة التواصل مع النحاتين من قبل فرق المتابعة ومراجعة الترشيحات من قبل المختصين، ومن ثم تم اختيار النحاتين للمشاركة فى المنتدى بعد مراجعة أعمالهم الفنية السابقة وسيرهم الذاتية.

وأضاف بيان المنتدى أنه تم تقسيم الفنانين إلى فريقين الأول يقوم بنحت الأعمال الفنية فى سمبوزيوم شرم الشيخ فى الفترة من 15-31 أكتوبر 2018 وفى الموقع المحدد من قبل اللجنة المنظمة فى وادى الخروم، والفريق الثانى يشارك بالقطع الفنية عن طريق إرسالها بعد نحتها فى بلده.

وتم اختيار الشكل الدائرى لتوزيع القلوب داخل النصب التذكارى لتأكيد فكرة الوحدة والتعادل مع وضع القلب المصرى فى المنتصف تأكيدًا لدور مصر المركزى فى نشر رسالة الإنسانية، وتأكيدًا لفكرة الإشعاع والانتشار تم تزويد الأعمدة الحاملة للقطع الفنية بوحدات إضاءة وجعل الأعمدة بيضاء اللون ترسيخًا لفكرة النقاء وتأكيدًا للمشهد الجنائزى الذى نتج عن أحداث العنف حول العالم.

وأشار البيان إلى أن اختيار أرض سيناء جاء لإقامة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية لما لها من قيمة خاصة لدى جموع الشعب المصرى، ونتيجة لما مرت به من أحداث متلاحقة سطرت تاريخًا يحمل أسمى معانى التضحية، وبذلك كانت أرض سيناء بقعة مقدسة لها رمزية تعبر عن الإنسانية فى أبهى صورها، وتحديدًا على أرض مدينة شرم الشيخ - مدينة السلام - تم اختيار موقع إقامة النصب التذكارى فى نقطة يحتضنها الجبل وتطل على المدينة من نقطة مرتفعة تجعلها الأقرب للسماء إيذانًا بنشر رسالة إحياء الإنسانية للعالم كله.

 

والحق فإننى أود أن أشيد بالتوصيات الصادرة عن منتدى الشباب فى نسخته الأخيرة حيث تصب فى صالح شباب مصر والعالم، فق دعا المنتدى إلى عقد قمة عالمية لمؤسسات التمويل الدولية والدول المانحة لبحث أفضل السبل والآليات لمساعدة المجتمعات الفقيرة والأكثر فقرا، وإشراك الشباب فى قضايا التغير المناخى والعمل على النشر والتعريف بالأهداف المناخية على المستوى الإقليمى والدولى. أيضًا طالبت توصيات المنتدى بتأسيس مجلس أعمال مشروعات إفريقيا الذى يجمع رواد الأعمال من الشباب ورجال الأعمال بهدف توفير وربط أفكار وابتكارات الشباب بفرص العرض والتمويل، كما أوصى منظمة الصحة العالمية بتبنى مبادرة للاعتراف المتبادل باللقاحات، داعيا إلى توطين تكنولوجيا تحلية المياه فى كل دول العالم التى تعانى من الفقر المائى لإنتاج المياه بتكلفة أقل وضمان تحقيق أقصى استفادة منها.

كما دعا المنتدى إلى إدراج قضايا تنظيم استخدامات الموارد المائية العابرة للحدود على قمة أولويات الأجندة عالمية عبر بلورة نموذج عالمى للحوكمة فى إدارة الموارد المائية المشتركة ترتكز على القواعد المستقرة والمستدامة للقانون الدولى، وشدد على ضرورة توحيد الجهود الأممية لتأسيس منصة تابعة للأمم المتحدة تعنى بضمان التمويل اللازم لمسار إعادة الإعمار، وتنسيق السياسات المتعددة بين جميع الأطراف تحت مظلة واحدة. هذا إلى جانب المطالبة بإطلاق إستراتيجية دولية تستهدف تعزيز التضامن الإنسانى والاجتماعى وخلق فرص ومجال أكبر لدعم السلم والأمن الدوليين فيما بعد الجائحة.