- ماذا قالت أمهات الأبطال للرئيس.. وكيف ثأرت القوات المسلحة لأرواحهم على أرض سيناء المقدسة- سر الجنرال ال

مصر,وزير التربية والتعليم,محمود الشويخ,بل أحياء عند ربهم,كيف حمت دماء الشهداء مصر من الضياع؟,الوزراء,إفريقيا,يوم,الأولى,الكثافة,القوات المسلحة,اليوم,محمود الشويخ يكتب,2020,سيناء,مجلس الوزراء,العالم

الأربعاء 17 أبريل 2024 - 00:04
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: « بل أحياء عند ربهم » كيف حمت دماء الشهداء مصر من الضياع؟

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- ماذا قالت "أمهات الأبطال" للرئيس؟.. وكيف ثأرت القوات المسلحة لأرواحهم على أرض سيناء المقدسة؟

- سر "الجنرال الذهبى" الفريق أول عبدالمنعم رياض.. وقصة موته على الجبهة وسط جنوده البواسل

- لماذا قدم الجنود حياتهم دون خوف؟.. وهل انتهى "الإرهاب الأسود" إلى غير رجعة؟

يا شهيداً أنت حيٌّ

ما مضى دهرٌ وكانا

ذِكْرُكَ الفوّاحُ يبقى

ما حيينا فى دِمانا

أنت بدرٌ ساطعٌ

ما غابَ يوماً عن سمانا

قد بذلتَ النفسَ، تشري

بالذى بِعتَ الجنانا

هانَتِ الدُّنيا، وكانتْ

دُرَّةٍ، كانت جُمانا

فارتضيتَ اليومَ عدناً

خالداً فيها مُصانا

على كثرة ما قرأت من "قصائد الشهداء" احتلتنى قصيدة "الشهيد" للشاعر الدكتور جمال مرسى.. وما سمعتها يوما إلا وسقطت الدموع من عينى بدون مقدمات أو حتى إرادة!

لا أكتب عن الشهداء إلا على وضوء.. ولا أشعر بغيرة إلا من هؤلاء الذين قال الله عز وجل عنهم "فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

إنهم بحق عماد الدولة.. لولاهم ما كنا هنا.. ولا كانت مصر؛ فلقد ضحى هؤلاء الأبطال بأغلى ما يملكون، وهى أرواحهم، حتى نعيش آمنين مستقرين.

وإذا كان سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشر الشهداء بأعلى مكانة "أرواحُهم فى جوفِ طيرٍ خُضرٍ، لها قناديلُ مُعلَّقةٌ بالعرشِ، تسرحُ من الجنةِ حيث شاءت، ثمّ تأوى إلى تلك القناديلِ".. فإن أقل ما يمكن أن نقدم لهؤلاء الأبطال أن تبقى سيرتهم حاضرة.

ومن هنا فإننى قد تابعت بإجلال واحترام احتفال مصر والقوات المسلحة بـ«يوم الشهيد»، الذى يوافق ذكرى استشهاد الجنرال الذهبى الفريق أول عبد المنعم رياض، فى 9 مارس 1969، وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء «حرب الاستنزاف».

إن اختيار 9 مارس من كل عام ليكون «يوماً للشهيد» يأتى تأكيدًا لرغبة جميع أفراد القوات المسلحة فى الشهادة، بدءاً من القائد العام للقوات المسلحة وحتى أحدث جندى.

لقد ضرب الفريق أول عبد المنعم رياض أروع مثال على تمنى الشهادة، فبالرغم من كونه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة فى ذلك الوقت، كان دائما فى الصفوف الأمامية، تأكيداً لتلاحم القائد مع جنوده فى الميدان، الأمر الذى أدى لاستشهاده على الجبهة يوم 9 مارس 1969، ومن هنا جاء اختيار 9 مارس من كل عام ليكون يوماً تحتفل به مصر بذكرى شهدائها الأبطال.

وعلى العهد اتخذ أبطال القوات المسلحة من استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رمزاً يعبر عن أن نيل الشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وصف وصناع عسكريين وجنود القوات المسلحة، وهذا ما نراه جلياً اليوم من حرص وتسابق أبطال القوات المسلحة على نيل شرف الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب الأسود.

وشمل الاحتفال بـ«يوم الشهيد والمحارب» وضع إكليل من الزهور على قبر الجندى المجهول، مع إقامة مهرجان رياضى فى جهاز الرياضة للقوات المسلحة، يتضمن مباريات ودية بين فرق الجمعية فى الألعاب الرياضية كافة.

هذا إلى جانب تقديم عروض للموسيقات العسكرية، وإقامة معرض فنى للمحاربين القدماء فى فرع «الوفاء والأمل»، لعرض إبداعات وأعمال المحاربين القدماء وأسر الشهداء والمصابين، علاوة على عقد ندوة تثقيفية فى مركز «المنارة» للمؤتمرات الدولية، وتكريم بعض قدامى قادة القوات المسلحة، وأسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية، والأم المثالية والأب المثالى على مستوى أسر الشهداء ومصابى العمليات، بالاضافة إلى إصدار العدد رقم 63 من مجلة «الوفاء»، التى تصدرها جمعية المحاربين القدماء.

فضلا عن تكريم أسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية فى جميع محافظات الجمهورية، بمشاركة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، بجانب زيارة مصابى العمليات الإرهابية فى المستشفيات العسكرية، وتنفيذ رحلات لأسر الشهداء ومصابى العمليات إلى المناطق والكليات العسكرية، والقواعد البحرية والجوية، ومصانع ونوادى القوات المسلحة، والمزارات السياحية.

والحق فإن الدولة المصرية لا تقصر فى حق أسر الشهداء والأبطال المصابين، إذ شملت أبرز الخدمات التى قُدمت لمصابى العمليات الحربية وأسر الشهداء، خلال العام الماضى، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة: تكريم جميع المستفيدين من أسر الشهداء ومصابى العمليات، وتكريم الأب المثالى والأم المثالية برحلة عمرة، خلال الندوة التثقيفية رقم 33 بمناسبة «يوم الشهيد والمحارب القديم»، بحضور رئيس الجمهورية، وتكريم أوائل الطلبة من الشهادات العامة والجامعات من أبناء أسر الشهداء والمصابين.

ثم إن جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب تقدم المساعدات المادية والمعنوية لأعضائها والمستفيدين من أسر الشهداء ومصابى العمليات، بعد إجراء بحث ميدانى اجتماعى، تتمثل فى: إعانة ثابتة، وإعانة بدل مرافق، وإعانة عاجلة، وإعانة زواج، وإعانة وفاة، ومنحة، وسلفة، وبدل نقدى للأجهزة التعويضية، ودراجات بخارية.

مع افتتاح مكتب جديد لجمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب فى أسوان، لخدمة أسر الشهداء ومصابى العمليات، والتصديق من الأمانة العامة لوزارة الدفاع على العلاج على نفقة القوات المسلحة لبعض الحالات من غير مستحقين للعلاج على نفقة القوات المسلحة، إلى جانب إصدار خطابات تذكية لأعضاء الجمعية من المصابين وأسر الشهداء.

ليس هذا فقط بل تم تنفيذ أنشطة أخرى تعود بالنفع على المحاربين، منها رحلات اليوم الواحد لأسر الشهداء ومصابى العمليات من جميع محافظات الجمهورية، إلى المناطق والكليات العسكرية، والقواعد البحرية والجوية، ومصانع ونوادى القوات المسلحة، والمزارات السياحية، بالإضافة إلى إقامة معرضين فنيين لعرض منتجات المحاربين وأسر الشهداء خلال احتفال القوات المسلحة بـ«يوم الشهيد والمحارب القديم»، واحتفالات أكتوبر، فضلاً عن توقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومصنع الأطراف الصناعية فى فرع «الوفاء والأمل» التابع للقوات المسلحة، لتوريد الأجهزة التعويضية.

كما حصلت فرق النادى الرياضى للجمعية على المركز الأول لكرة السلة على مستوى الجمهورية، فى موسم 2020 – 2021، إلى جانب 186 ميدالية «52 ذهبية، 73 فضية، 61 برونزية»، كما مَثَل لاعبو النادى الرياضى للجمعية مصر فى بطولة العالم لرفع الأثقال للمعاقين، التى أقيمت بدولة جورجيا، فى الفترة من 24 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2021، وحصل اللاعب شعبان يحيى الدسوقى على الميدالية البرونزية، واللاعبة صفاء النجار على المركز الخامس.

كذلك شارك 4 من لاعبى النادى الرياضى للمحاربين فى بطولة إفريقيا لكرة السلة على الكراسى المتحركة بإثيوبيا، فى الفترة من 20 لـ30 يناير 2022، وتوج المنتخب بلقب البطولة، ليتأهل لبطولة العالم فى الإمارات، المخطط إقامتها فى نوفمبر 2022، بعد غياب 24 عاماً، علاوة على حصد محمد فرج جمعة كأس أفضل لاعب فى البطولة.

وتتابع جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب المزايا الممنوحة لأسر الشهداء، من خلال تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2804 لسنة 2017، بالتنسيق مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، بشأن شغل المصابين وأسر الشهداء للوظائف، وتم توظيف المراحل من الأولى إلى الرابعة، وجارٍ توظيف الخامسة، وكذلك قرار وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى رقم 45 لسنة 2020 بشأن إعفاء أبناء الشهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية من الرسوم الدراسية، واستثنائهم من شرطى «الكثافة» و«السن» عند التحويل.

إن الرسالة التى يود الشهداء توجيهها لنا: «كونوا أوفياء للدم الذى سال على تراب سيناء، كونوا أوفياء لكل عمل أعاد لمصر كرامتها وعزتها».

المجد للشهداء.. ودائما وأبدا تحيا مصر.